الأخوة الصامدين في الوطن
السلام عليكم ورحمة الله
إن مهرجانكم اليوم للتأكيد على حق العودة لهو دليل قاطع على أنه بعد 52 سنة من التهجير القسري من الوطن بقوة السلاح، لايزال كل فلسطيني يتمسك بحقه في العودة إلى بيته وأرضه. لقد أكدنا نحن الفلسطينيين، رغم الحروب والأضطهاد والتمييز العنصري، أن حق العودة لدينا هو حق مقدس وقانوني وممكن.
هو حق مقدس لأنه في وجدان كل فلسطيني لا يمكنه أن ينسي موطنه الأصلي، إرث أجداده، ومسرح تاريخه وصلة الوصل بتراث لم ينقطع منذ عشرات القرون.
وهو حق قانوني أكده المجتمع الدولي في قرار 194 أكثر من مائة مرة في إجماع دولي ليس له نظير في تاريخ الأمم المتحدة. وهذا القرار نابع من صلب القانون الدولي وهو حق أساس من حقوق الإنسان أكد عليه الميثاق العالمي لحقوق الإنسان ومواثيق الحقوق الإنسانية: الأوربية والأفريقية والأمريكية. وأكد عليه الميثاق العالمي لازالة كل أشكال التمييز العنصري. وهو ايضا حق نابع من حرمة الملكية الخاصة التي لاتزال بالاحتلال والسيادة ولا بمرور الوقت.
وحق العودة ايضا حق ممكن. إن الأرض الفلسطينية في إسرائيل تبلغ مساحتها 5ر18 مليون دنم أو ما يساوي 92% من مساحة إسرائيل. وباستثناء بعض المدن كثيفة السكان ومعظمها فلسطينية الأصل، فإن سكان الكيبوتس والموشاف الذين لا يزيد عددهم عن 000ر300 يسيطرون على الغالبية الساحقة من هذه الأرض الفلسطينية التي هي إرث وتراث خمسة ملايين لاجيء في داخل إسرائيل وفلسطين وخارجها. هذه المفارقة الصارخة التي تمثل اعتداء على حق اساسي من حقوق الإنسان لا يمكن أن تؤدي إلى السلام. ولن يعم السلام العادل والشامل إلا باعادة الحق إلى أصحابه وإرجاع الشيء إلى أصله.
في التسعينات من القرن الماضي، دخل إلى بلادنا حوالي 000ر850 مهاجر روسي. كل مهاجر من هؤلاء حرم صاحب حق في بيته من العودة إلى هذا البيت. تسمعون بالطبع عن الأوضاع المأسوية لإخوانكم من اللاجئين في لبنان، وتسمعون ايضا عن الكثافة السكانية الهائلة لإخوانكم من اللاجئين في غزة. لو عاد هؤلاء اللاجئون إلى ديارهم في الجليل والجنوب، لما تأثرت الكثافة السكانية لليهود في الوسط بأكثر من واحد في المائة، خصوصاً وأن عدد لاجئى غزة ولبنان مجتمعين هو نفس عدد المهاجرين الروس القادمين ليسكنوا في بيوتهم. وهذه أيضاً من المفارقات الصارخة. إذن من المؤكد أيضاً أن حق العودة ممكن عملياً.
إن عزمكم وإصراركم على العودة إلى مواطنكم، يدعمه ويؤكد عليه كل إخوانكم الفلسطينيين في الشتات. وقد عقدت مؤتمرات لدعم هذا الحق في العودة في أماكن كثيرة من أنحاء العالم، خصوصاً وأن الوعي العالمي بحقوق اللاجئين في أوطانهم قد أكتسب الآن قوة متزايدة امام الرأي العام العالمي، بعد أن كان التعتيم الإعلامي يمنع الفرد العادي الأجنبي من معرفة الحقيقة على أرض الواقع.
وستعقد خلال الأشهر القليلة القادمة مؤتمرات كبيرة في القاهرة وبوسطن وفيينا لتؤكد حق اللاجئين والمهجرين في العودة إلى أوطانهم. وقد وقّعتْ أكثر من 100 شخصية فلسطينية في فلسطين وإسرائيل والأردن وسوريا ولبنان ومصر والخليج وأوربا وإنجلترا وأمريكا على وثيقة " إعلان حق العودة الفلسطيني " الذي نشر السبت 4 آذار / مارس في كثير من عواصم العالم وسيقدم للأمم المتحدة والحكومات العربية والأوربية وأمريكا.
وإنني باسم اللجنة الراعية لوثيقة إعلان التأكيد على حق العودة، لأرسل لكم هذا الإعلان المرفق بهذه الرسالة، راجياً إطلاع الجميع عليه وأؤكد لكم دعم اللجنة لمساعيكم ومطالبكم الوطنية الشرعية، وسنعمل دائماً على نشر هذه القضية في أنحاء العالم. وآمل أن تجتمع كلمتكم على رأي واحد ومسعى واحد. وأتمني لكم التوفيق والنجاح في مهمتكم المقدسة.
مرفق: إعلان حق العودة
د.سلمان أبوسته